الثلاثون من نوفمبر والمحتلين الجدد..

بقلم - توفيق المحطوري

تحل علينا غداً الذكرى الثانية والخمسون لذكرى الاستقلال في الثلاثون  من نوفمبر استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثماً على صدره ما يقارب قرناً ونصف واليمن يواجه ظروفاً استثنائية نتيجة  عدوان إقليمي ودولي يسعى إلى احتلال اليمن وإعادته إلى ما قبل 52 عاماً وبالأدوات نفسها والغايات ذاتها وعلى أيادي المحتلين الجدد مهما طال الزمن أو قصر ..

ان احتفالنا اليوم  بذكرى الجلاء من المحتل البريطاني ياتي في ظل البطولات التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار والشعب اليمني في الشمال والجنوب والإيمان القوي بالله وبعدالة قضيتنا ومظلوميتنا وهي التي ستثمر النصر الكبير على قوى المحتلين الجدد الذين سيدفنون إحياء وسيدحرون من أرض الوطن..

 نجد هذه الذكرى فرصة سانحة لتذكير أبناء المحافظات الجنوبية بما وصل اليه الحال اليوم فالاستعمار البريطاني اعتمد على تمزيق الجنوب وتشكيل ميليشيات تقف في وجه الجيش الوطني تحت مسميات مختلفة وهكذا يفعل غزاة اليوم.. ومخططات الغزاة والمحتلين الجدد  في الهيمنة والسيطرة والتحكم من جديد بمقدرات الجنوب  وتقسيمه والاستهتار بأبنائه الاحرار والشرفاء والقفز على تاريخهم وتضحياتهم من خلال بث الفرقة فيما بينهم وحرف انظارهم عن مواجهة الغزاة وطرد المحتلين الجديد الذين يسعون للانتقام للمحتل القديم ولينفذ اجندته ومشاريعه والدليل واضح وشاهد للعيان في ظل النخب والاحزمة وانتشار القاعدة والدعوات التي تسمع هنا وهناك لاعادة  المشيخات والمحميات. 

واجدها فرصة مناسبة وسانحة لمخاطبة أبناء الجنوب كيف ستستقبلون هذه الذكرى وهل ستحيونها وتحتفلون بقدومها وبأي حال وماذا عن تضحيات الاباء والاجداد في سبيل الحرية والاستقلال؟!تذكروا ماذا صنع الاحتلال سابقا وتذكروا التضحيات التي قدمت في سبيل اخرجه ,,احتفلوا وافرحوا وابتهجوا بهذه المناسبة واجعلوا منها نقطة انطلاقة لمواجهة الاحتلال الجديد واسقاط مشاريعة..اجعلوا من هذا اليوم نقطة انطلاقة للتصالح والتسامح فيما بينكم وللتكاتف والتعاون في مواجهة الاحتلال واستعادة امنه وحريتة واستقلاله لا تتنكروا للأباء والاجداد وتضحياتهم ولا لمن ساندهم وكان عونا لهم..هل تناسيتم احداث 79 وظللتم تتكلمون عن احداث 94 الذي رفضها جزء كبير من ابناء الشمال وشارك فيها جزء من ابناء المحافظات الجنوبية لازلتم تتكلمون عن ما تسمونه اجتياح 2015 رغم انه لم يكن كذلك وكان بتنسيق مع قياداتكم ورغم اننا انسحبنا بعدها ولكن ما الذي عملتموه ذهبتم الي اجتياح (الحديدة) واسقاط (اب) والقتال الي صف السعودية على طول ومختلف الجبهات ندعوكم الي مراجعة النفس والوقوف مع الذات و ندعوا قيادتكم ونقول لهم كفى متاجرة بارواح الناس وكفى تلاعب بمشاعرهم وكفى تزييف للحقائق واتقوا الله في ارضكم وشعبكم  ثقوا باننا سنقف معكم والي جانبكم كما كان ابائنا واجدادنا من قبل من اجل التخلص من المحتل الأجنبي وتطهير البلاد منها ونعيد  لليمنيين الحرية في اختيار طرائق التطور والنمو ورفع وتيرة التطور والنماء واننا لم ننسى ولن ننسى كل الجراح ولكن الوطن يجعلنا نتناسى وكذلك من اجل مستقبل وطننا و اولادنا . 

 

وفي الختام أبعث  بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد المسيرة القرآنية قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وإلى رئيس المجلس السياسي القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط  والى كافة أبناء الشعب اليمني عموماً والشرفاء والاحرار من أبناء المحافظات الجنوبية بمناسبة  ذكرى الاستقلال واجزم ونحن نحتفل بذكرى الاستقلال ان أبناء المحافظات الجنوبية الشرفاء والاحرار سيوصلون رفضهم لقوى الغزو والاحتلال وعملائها وأنهم لم ولن يجعلوا العدو يهنأ يوماً ما وانهم يتذكرون تاريخهم المجيد في مقاومة الاحتلال البريطاني البغيض وما قدمه آباؤهم واخوانهم من تضحيات كبيرة حتى طرد آخر جندي محتل من أرض الجنوب إلى غير رجعة .