sponsor

sponsor

Slider

أخبار العالم

أخبار الاقتصاد والأعمال

أخبار الجنوب

مجتمع مدني

تقارير وتحليلات

شؤون دينية

مقالات

» » مجزرة الصالة الكبرى شاهد على وحشية دول العدوان وتجردها من الإنسانية....



بقلم : يحيى جارالله

إجرام بلا حدود، ووحشية مفرطة تروي تفاصيلها المجزرة المروعة التي أقدمت عليها دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي باستهدافها الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء أثناء تواجد آلاف المواطنين في عزاء آل الرويشان في الثامن من أكتوبر 2016م.

سبعة أعوام مضت على المحرقة الكبرى، ولاتزال الكثير من الأسئلة تبحث عن أجوبة تفصح عن أسباب تورط دول تحالف العدوان في ارتكاب جريمة بهذا الحجم، ومن برر لها إزهاق أرواح مئات المواطنين في منشأة مدنية بحتة، وأثناء فعالية اجتماعية وإنسانية كانوا يؤدونها بعيدا عن جبهات المواجهة العسكرية.

وكعادتها عقب ارتكابها لأي جريمة خرج ناطق العدوان لإنكار الجريمة، وسرد ما تم تلفيقه مسبقا من سيناريوهات وقصص لمحاولة التهرب والتنصل عن المسؤولية تجاه الجريمة المروعة، على الرغم من وضوحها وضوح الشمس في رابعة النهار.

برز حينها الكثير من مرتزقة وأدوات العدوان الذين اعتادوا التبرير لجرائم التحالف بحق أبناء بلدهم، محاولين تبرئة القتلة من جرمهم المشهود، رغم اعتراف العدوان نفسه بارتكاب الكثير من تلك الجرائم ومنها الصالة الكبرى بعد ان أثبتت الأدلة والشواهد من مسرح الجريمة على تورط طيران العدوان.

في ذلك اليوم سمع غالبية سكان العاصمة صنعاء أصوات الطائرات وتحليقها المكثف في الأجواء تزامنا مع إلقائها صاروخين على الصالة الكبرى، استطاعت الكاميرات توثيق لحظة سقوطهما.

أحدثت الغارتان دمارا هائلا في المكان، وحولتا مجلس العزاء إلى جحيم، إذ تسببت الغارة الأولى في سقوط عشرات الشهداء والجرحى، ما دفع الناجين وكذا من كانوا في الخارج إلى الانتقال للصالة لمحاولة إسعاف المصابين، قبل أن تعاود طائرات العدو قصف الصالة بغارة ثانية ضاعفت من عدد الضحايا، وقضت على أي أمل في نجاة من كانوا بالداخل.

وبعد أيام قلائل اعترف تحالف العدوان وأقر بجريمته، لكن دماء الأبرياء الذين سقطوا في الصالة الكبرى وغيرها من المجازر في أنحاء اليمن، ماتزال تلاحق المتورطين في سفكها، والتي لا يمكن ان تسقط مهما تقادمت الأيام والسنوات، أو يفلت مرتكبوها من العقاب.

ورغم مرور سبع سنوات على هذه الجريمة إلا أن أهالي وذوي الضحايا لم يفيقوا بعد من هول الصدمة، وما حدث في ذلك اليوم، وما شاهده الكثير منهم في مسرح الجريمة، من دماء وأشلاء متراكمة ومختلطة ببعضها، وأعضاء متناثرة، وعشرات الأجساد والجثث المتفحمة التي غطت المكان، وغير ذلك من المشاهد المؤلمة والمروعة التي آلت إليها أحوال المئات من المعزين، الذين قتلهم العدوان بدم بارد.

لم يكن يخطر ببال أحد ممن شاركوا في ذلك العزاء أن تصل دناءة وإفلاس دول العدوان حد الاستهداف المتعمد لصالة عزاء، مهما كانت الظروف ومهما بلغت الهزائم المنكرة التي كانت تتعرض لها قواتهم ومرتزقهم في جبهات المواجهة مع رجال الرجال من أبطال الجيش، باعتبار أن للحرب ميدانها، وأهدافها المشروعة بعيدا عن المدنيين والأحياء السكنية.

أسفرت مجزرة الصالة الكبرى وفقا لمنظمة إنسان للحقوق والحريات، عن سقوط 193 شهيدا بينهم 33 طفلا، بالإضافة إلى 890 جريحا بينهم 40 طفلا، في واحدة من جرائم الحرب مكتملة الأركان وفقا للقانون الدولي الإنساني، ليشكل هذا اليوم ذكرى مؤلمة وحزينة، ويوما أسودا في تاريخ الإنسانية.

كان الحقد قد أعمى أبصار قادة العدوان والأنظمة المشاركة فيه، وجعلهم يصبون جام غضبهم على المدنيين، وينظرون إلى المنازل والمستشفيات والأسواق والمدارس وصالات الأفراح والعزاء كأهداف عسكرية، قد تعوض ولو جزء يسير مما لحق بهم من هزائم وخسائر عسكرية جراء عجز وفشل جيوشهم وجحافل مرتزقتهم عن مواجهة أبطال اليمن في الجبال والصحارى وعلى امتداد الحدود اليمنية السعودية.


Share/Bookmark
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Leave a Reply