sponsor

sponsor

Slider

أخبار العالم

أخبار الاقتصاد والأعمال

أخبار الجنوب

مجتمع مدني

تقارير وتحليلات

شؤون دينية

مقالات

» » أطفالنا بين تعليم سيء وإعلام أسوأ..

 




بقلم – حسن الوريث

اصر ابني وصديقي الصغير عبد الله ان تكون عودة حواراتنا في سلسلة حوار مع صديقي الصغير بهذا الموضوع أتدرون لماذا ؟ لأنه شاهد كثيرا تغير في تصرفات أخيه الأصغر علي والذي أصبح يميل كثيرا إلى العنف والقيام بتقليد حركات مسلسلات الاطفال التي يتابعها في قنوات الأطفال .

قال لي ابني وصديقي الصغير عبد الله هل لتصرفات  اخي علي علاقة بما يتابعه في قنوات الأطفال؟ قلت له بالتأكيد يا صغيري العزيز فهذه القنوات بما تبثه من مسلسلات وبرامج تؤثر في عقول الأطفال الصغار وتغرس فيهم العنف إضافة إلى تصرفات غريبة تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف لأنها تصنع في بلدان لها عادات وتقاليد مختلفة ونحن نستقبلها بل ونعيد ترجمتها وبثها لأطفالنا الذين يتعلقون ويتاثرون بها .. حينها قال لي صديقي الصغير لماذا لا يكون لدينا قنوات اطفال خاصة بنا بدلا من هذه القنوات ؟ قلت له يا صديقي اذا كانت قنواتنا وإعلامنا عاجز عن إنتاج برنامج واحد موجه للأطفال فكيف تطلب منه إطلاق قناة خاصة بالأطفال؟ .

قال لي ابني وصديقي الصغير أليس الأطفال جزء من المجتمع بل اهم شريحة فهي اساس المستقبل وبالتالي فهم يستحقون الاهتمام بهم وليس أقل شيء يستحقونه إطلاق  قناة لهم تهتم بهم وتعتني بتربيتهم التربية الصحيحة التي تنطلق من عقيدتنا وديننا بدلا من بقائهم رهن قنوات وبرامج معلبة تأتي من الخارج كلها تخاطب عقول اطفال الدول التي تنتجها وتصدر ثقافاتها إلى اطفال العالم لتشكل عقولهم وفق ماتريده هي ؟ هذه المرة انا من اطلق تنهيدة ألم على واقعنا وغياب سياسات واستراتيجيات لبناء اطفالنا بل أنهم في آخر سلم الاهتمامات لدى مسئولينا وربما أنهم ليسوا في اي درجة من السلم ولهذا نرى كيف تتشكل عقول شبابنا الذين تربوا على ثقافات قنوات سبيس تون وام بي سي ثري وكارتون نيتورك وغيرها من قنوات التجهيل كما أنهم أيضا ضحايا تعليم سيء ومناهج غبية ومعلم مظلوم وإدارات تعليمية فاشلة ومدارس تحولت إلى سجون بعد أن تم افراغها من معاملها ومرافقها وملاعبها وصارت مباني صماء تخرج منها مانراه من مخرجات تملأ الشوارع بأخلاقيات غريبة ودخيلة على مجتمعنا وديننا.

قال لي ابني وصديقي الصغير عبد الله ماهو الحل في نظرك للخروج من هذا الوضع ؟ وهل سيظل أطفالنا بين تعليم سيء وإعلام أسوأ؟.. قلت له يا صغيري العزيز .. اعتقد ان غياب رؤية حقيقية تجاه أطفالنا وتنشئتهم هي السبب فيما وصلنا إليه فإذا كان التعليم بهذا السوء فإن المخرجات ستكون أسوأ وسيكون المستقبل أكثر ظلاما وإذا كان إعلامنا ومسئوليه بهذا الغباء وهذا الغياب وهذا الجهل والتخلف وعدم الفهم لواجبات مسئولياتهم تجاه اطفالنا وانشغالهم بالبحث عن موارد لجبايات من إذاعات ومكاتب إعلامية بعض النظر عن ماتقدمه من محتوى فإن الوضع والمشهد القادم لاطفالنا سيكون أكثر سوداوية مما هو عليه الان .. واعتقد يا صغيري العزيز ان الحل يكمن في إصلاح منظومة التعليم بشكل عام تبدأ من تغيير المناهج التي خرجت من مبنى المخابرات المركزية الأمريكية وتمت صياغتها هناك لتكون مناهج مناسبة لنا وليس لما يريدونه هم لنا وصولا إلى الاهتمام بالمعلم وتأهيله وإصلاح الإدارات التعليمية التي تعاني من الترهل وكذا إعادة النظر في المبنى المدرسي لتكون هذه المنظومة التعليمية قادرة على النهوض بهذا الوطن عبر تعليم حقيقي وليس وهمي كما هو الان..

قال لي صديقي الصغير وبالنسبة للاعلام كيف ؟ .. قلت له أولا يجب إعادة النظر في مسئوليه من أعلى الهرم إلى مسئولي المؤسسات الاعلامية وان يكون لدينا برامج اطفال في القنوات والإذاعات تخاطب عقول اطفالنا وتبنيها وفقا لما نريده نحن وتتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا وان تكون لدينا إصدارات صحفية خاصة بهم من مجلات وصحف ثقافية خاصة بهم وان تكون لدينا سياسة اعلامية لهذه الشريحة الهامة لأنها التي يعول عليها مستقبل الوطن ..

نتمنى انا وصديقي الصغير العزيز عبد الله ان تكون رسالتتا وصلت إلى من يهمه الأمر حتى لا يبقى أطفالنا بين تعليم سيء وإعلام أسوأ.


Share/Bookmark
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

Leave a Reply